للزوجين فقط... سرير واحد أم سريران؟
Tuesday, 22-Aug-2017 10:10
في الماضي «عإيّام ستّي وجدّي»، لم يكن السرير الذي يجمعهما واحداً، بل كان الثنائي المتزوّج ينام كلّ في سريره. حتّى إنّ الناس المتزوجين في سبعينات وثمانينات القرن الماضي لم يعرفوا السرير الزوجي المزدوج، الذي بدأ رواجه فعلاً في التسعينات.

منذ انتشرت هذه الموضة بات السرير «King size» مخصَّصاً للأزواج. فهل يعني كسر الزوجين لهذه الموضة وانفصالهما للنوم كلّ في سريره بداية انتهاء زواجهما؟ وكيف يؤثّر شكل السرير على العلاقة الزوجية؟ 

رواج موضة السرير الواحد بشكل كبير للزوجين، جعل نومهما منفصلين من «المحرّمات»، إذ تلفت هذه الخطوة نظر الآخرين وخصوصاً أفراد العائلة الذين يتساءلون فوراً عن صحة علاقتهما وحسن سيرها في حال اكتشافهم هذا الواقع. ولكن يبدو أنّ لدى الكثير من الشركاء ميلاً لإعادة موضة السريرَين القديمة. ومن بين المشاهير الذين ينامون منفصلين ملكة بريطانية إليزابيت الثانية وزوجها الأمير فيليب.
 
أسباب...

يؤكد مَن يفضّلون عدم النوم قرب الشريك وجود عوامل عديدة تدفعهم إلى الإنفراد بالفراش، ومنها:
 
• الشريك يطلق الشخير المزعج في الليل. ويؤكد الدكتور توماس بولميشير المتخصّص في الطب النفسي في ألمانيا أنّ «الرجال بصورة عامة يشخّرون أكثر وأعلى صوتاً من النساء».
• في حال كان الشريك يسرق لحافَ شريكه دون أن يتنبّه لذلك، بينما يكون الاثنان غارقين في نوم عميق.
• استيقاظ أحدهما قبل الآخر. مثلاً، ينهض أحدهما في الصباح الباكر للالتحاق بعمله بينما يميل الآخر للاستيقاظ ظهراً.
• طلب المزيد من الاستقلالية والراحة والنوم الهادئ.
 
سيطرة الفردية

توضح دراسة أجرتها المؤسسة الأميركية للنوم، أنّ أكثر من 20 في المئة من الأزواج الأميركيين تخلّوا عن عادة النوم في سرير واحد، أو حتّى في الغرفة نفسها. ويُتوقّع أن تزيد نسب الهادفين إلى النوم في غرفة منفصلة عن الشريك في السنوات القليلة المقبلة في أميركا. هذه النزعة الجديدة في بعض البلاد المتطوّرة تعود إلى ارتفاع حسّ الفردية في مجتمعاتها.
 
إلى ذلك، يعتقد البعض أنّ السرير المزدوج يضرّ بنوعية النوم وبالتالي بالصحة. وتؤكّد دراسة بريطانية أنّ تشارك السرير عينه يجعل نوم الأزواج أكثر اضطراباً بنسبة 50 في المئة. وقد تتحوّل هذه الاضطرابات إلى اكتئاب، أو تسبّب أمراضاً في القلب أو أمراضاً عصبيّة تؤدّي إلى حوادث أثناء القيادة أو العمل أو تقود إلى الطلاق.
 
رأي الخبراء

لا ترى الخبيرة في الشؤون العائلية دورتيه فويرتش من برلين أيَّ جوانب سلبية بالنسبة لنوم الزوجين منفصلين. وتوضح: «العلاقة الزوجية يمكن أن تستمر حتّى مع النوم في سرير أو غرفة منفصلة. وكل طرف له احتياجاته ومطالبه في بعض الاستقلالية والتي على الطرف الآخر تقبّلها».
 
من جهته، يؤكد خبير العلاقات الزوجية الألماني فريدهليم شفيديرسكي، أنّ العلاقة الزوجية يمكن أن تستمرّ حتّى مع نوم الزوجين منفصلين، لكنه يشير إلى أنّ جزءاً من العلاقة الزوجية يعتمد على «القرب الجسدي من الطرف الآخر، وبفقدانه يفقد الزوجان جزءاً من إمكانية التواصل فيما بينهما، والتي لا يمكنهما تعويضها بالكلام والمحادثة فقط».

وينصح بمعالجة أسباب النوم المنفصل مباشرة وعدم تركها تؤثر في العلاقة الزوجية ومصارحة الزوج أو الزوجة بالمشكلة لبحث الأسباب والحلول. فمشكلة الأغطية والشعور بالحرارة أو البرودة مثلاً، يمكن حلّها باستعمال أغطية منفصلة حسب الاحتياجات والأذواق. فلا يُخفى على أحد أنّ السرير الواحد للأزواج يمنحهما فرصاً مناسبة للتقرّب من بعضهما البعض وتشارك الأوقات الحميمة وإظهار المزيد من الحنان والاهتمام بالآخر.
الأكثر قراءة